يستأنف مؤتمر الحوار الوطنى أعمال الجلسة الختامية بصنعاء بعد غد السبت، فى ظل استمرار الخلافات العاصفة بين المتفاوضين الشمالى والجنوبى بشأن شكل الدولة، حيث يصر الأول على دولة اتحادية من خمسة أقاليم، فيما يصر الأخير على دولة اتحادية من إقليمين.
وقال مصدر يمنى مسئول، فى تصريح له اليوم الخميس، إنه تم تأجيل جلسات الحوار إلى بعد غد بسبب إشكالية كبيرة فى فريق الحراك وكذلك أنصار الله، مشيرا إلى أنه إذا لم تحسم هذه الإشكاليات قد تتأجل بدء جلسات الحوار ولن تبدأ بعد غد.
من جهة أخرى، كشف نفس المصدر أن هناك خلافات داخل مؤتمر الحوار حول قضايا العزل السياسى والحصانة والفترة التأسيسية قد تعصف بالحوار وتكون بمثابة مقدمات لإشكاليات تواجه الجلسة الختامية.
وعلى صعيد متصل، لقى ثلاثة أشخاص مصرعهم وأصيب آخرون، الليلة الماضية فى هجوم استهدف وسط اليمن موكبا تابعا لجماعة الحوثى المسلحة التى تخوض منذ 8 أيام فى معقلها الرئيسى فى محافظة صعدة الشمالية معارك عنيفة ضد أقلية دينية، خلفت 12 قتيلا، بينهم أطفال، حسب مصادر فى الأقلية الدينية السلفية.
وقال مصدر يمنى إن مليشيات جماعة الحوثى، التى خاضت ستة حروب ضد القوات الحكومية آخرها عام 2009، قصفت مناطق عدة فى بلدة "دماج"، التى تبعد كيلومترات عن مدينة صعدة شمال اليمن من جهة الجنوب، وتعد منذ عقود المقر الرئيسى للجماعة السلفية المتشددة فى اليمن.
ومنذ أيام، يسعى وسطاء قبليون، أوفدهم الرئيس الانتقالى عبد ربه منصور هادى إلى صعدة، إلى وقف الصراع بين "الحوثيين" والسلفيين اللذين أبرما فى 22 سبتمبر الماضى هدنة هشة لإحلال السلام بينهما بعد معارك متقطعة منذ أواخر 2011 خلفت مئات القتلى والجرحى من الجانبين. وبحثت لجنة الوساطة، الليلة الماضية، مع محافظ صعدة، فارس مناع "الخيارات القائمة" لإنهاء الصراع المسلح المذهبى فى "دماج".
ويعود الصراع المسلح بين "الحوثيين" الشيعة و"السلفيين" السنة إلى أواخر 2011، بعد أن تنازعا أحقية امتلاك الجبال المطلة على "وادى دماج"، وهو ما عالجه اتفاق الهدنة الأخير، حيث نص على نشر وحدات من الجيش فى المناطق المتنازع عليها.
ومنذ يناير 2011، يعانى اليمن من انفلات أمنى غير مسبوق بسبب الانتفاضة ضد الرئيس السابق التى أضعفت هيبة الدولة وزادت من نفوذ الجماعات المتطرفة والقبلية.
المصدر اليوم السابع
0 التعليقات:
إرسال تعليق