الاثنين، 28 أكتوبر 2013

الإبراهيمى فى دمشق لكن آفاق السلام تبدو قاتمة

عقد المبعوث الدولى الأخضر الإبراهيمى محادثات فى دمشق أمس الاثنين فى ختام جولة بالشرق الأوسط لدعم مؤتمر السلام الخاص بسوريا، لكن مهمته خيم عليها التوتر الذى تشهده المنطقة.



وزار الإبراهيمى عواصم فى أنحاء الشرق الأوسط لمناقشة خطط اجتماع "جنيف 2" المحدد له مبدئيا 23 نوفمبر.



لكن قوى المعارضة لم تقرر بعد ما إذا كانت ستحضر كما استاءت دول الخليج العربية، التى تدعم مقاتلى المعارضة السورية بعد تصريح الإبراهيمى يوم السبت بأنه ينبغى أن تشارك إيران فى المؤتمر الدولى.



واجتمع الإبراهيمى مع فيصل مقداد نائب وزير الخارجية السورى فى دمشق، ولكن لم ترد أنباء عما إذا كان الأسد سيقابله.



وقال مسئول تركى كبير إن الإبراهيمى لم يسع من أجل أى اتفاق خلال جولته والتزم "أسلوب الاستماع والمشاهدة"، تاركا التفاوض النشط لموسكو وواشنطن.



ومن شأن نتيجة الصراع فى سوريا أن تغير ميزان التنافس بين طهران والرياض على النفوذ فى العالم العربى.



وهددت السعودية الأسبوع الماضى بعدم التعاون مع الولايات المتحدة احتجاجا على ما ترى أنه عدم تحركها بشكل فعال، فيما يخص الحرب فى سوريا وجهودها الجديدة للتقارب مع إيران.



وجعل التشاحن الدبلوماسى المعارضة السورية تشعر بأنها أكثر ضعفا كما زاد ممانعتها لبحث المشاركة فى مؤتمر جنيف 2.



وقال سمير نشار العضو التنفيذى بالائتلاف الوطنى السورى المعارض إن كل هذه القضايا متشابكة، فالمعارضة السورية تخشى مثل السعودية أن تأتى المصالح الأخرى للولايات المتحدة فى إيران على حساب القضية السورية.



وأعرب عن اعتقاده بأن مؤتمر جنيف لن يعقد فى 23 نوفمبر ولا فى أى موعد آخر.



وحثت جماعة حزب الله اللبنانية وهى حليف للأسد مقاتلى المعارضة السورية والمقاتلين الأجانب وداعميهم الدوليين على قبول الحل السياسى وانتهاج سبيل الحوار دون شروط.



وقال الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله فى خطاب تليفزيونى "هؤلاء خططوا جيدا وفشلت مخططاتهم، وكانت النتيجة فشل الجبهة الداخلية والإقليمية والدولية التى عملت على إسقاط النظام فى سوريا"، وخص بالذكر السعودية على أنها عائق أمام الحل السياسى فى سوريا.



وقال نصر الله "المنطقة لا تستطيع أن تبقى مشتعلة لأن هناك دولة غاضبة وهناك دولة تريد تعطيل الحوار وتأجيل جنيف 2".



والمعارضة السياسية فى الخارج واقعة تحت ضغوط متزايدة من المقاتلين فى الداخل لرفض أى مفاوضات لا تشترط رحيل الأسد.



ورفضت كثير من ألوية المعارضة المسلحة الرئيسية يوم السبت أى مفاوضات لا تقوم على رحيل الأسد، قائلة إنها ستتهم كل من يحضرها بالخيانة.



لكن الأسد وإيران قالا إنهما لن يشاركا إلا فى محادثات بلا شروط.



ولم يتضح كيف يمكن للولايات المتحدة وروسيا الراعيتين للمحادثات التوفيق بين المطالب المتعارضة للأطراف المختلفة حتى يتسنى عقد المؤتمر.



وكانت الولايات المتحدة التى تدعم المعارضة وروسيا مورد السلاح الرئيسى للأسد اتفقتا فى مايو على العمل على ترتيب محادثات جنيف 2 على أساس اجتماع سابق استضافته المدينة السويسرية العام الماضى، ودعا إلى انتقال سياسى فى سوريا دون أن يحدد وضع الأسد فيه.



وقال كريس فيليبس وهو محاضر متخصص فى شئون الشرق الأوسط بجامعة لندن "المشكلة هى ما يعتقد كل جانب أنه سيخرج به من جنيف، المعارضة والخليج يريان أن الهدف هو إزاحة الأسد، والأسد لن يقبل ذلك بطبيعة الحال خصوصا وهو فى موقف القوة الآن".



وأضاف أن الولايات المتحدة تتخذ الآن "موقفا واقعيا" من التعامل مع الأسد برغم جهود حلفائها الخليجيين لحثها على تقديم دعم عسكرى فعال لمقاتلى المعارضة.



وقال مسئولون إن وزراء الخارجية العرب سيجتمعون يوم الأحد لبحث الأزمة السورية، وكانت الجامعة العربية قد علقت عضوية سوريا وسعت لممارسة ضغوط على الأسد استجابة لجهود قادتها دول الخليج.



وعبر مصدر دبلوماسى خليجى فى القاهرة عن شعوره بالإحباط لعدم اتخاذ الإبراهيمى موقفا أكثر حزما فى الأزمة.



وقال المصدر الذى طلب عدم الكشف عن اسمه "كنت آمل أن يتحلى الإبراهيمى بالجرأة ويقول إنه لا حل سوى رحيل الأسد لأن خروج الأسد من السلطة ومحاكمته مع أركان نظامه الذين قتلوا أكثر من 100 ألف سورى هو الحل الوحيد للأزمة السورية".



وقال بعض المسئولين السعوديين الأسبوع الماضى إنهم سيتحركون بشكل مستقل عن الولايات المتحدة لتسليح مقاتلى المعارضة فى علامة أخرى سيئة للمحادثات.



وتتقدم قوات الأسد ببطء حول العاصمة دمشق وفى أجزاء من وسط سوريا لكن حالة الجمود تظل هى السائدة فى الصراع العنيف، الذى يحصد أرواح ما لا يقل عن 100 شخص يوميا.



ورغم وضع الأسد القوى نسبيا فى الوقت الراهن فهو يقول إن وضع شروط للتفاوض لن يفضى إلى محادثات للسلام، مشيرا إلى دعم السعودية والولايات المتحدة "للإرهابيين"، وزاعما أن الائتلاف الوطنى السورى يمثل قوى خارجية للسوريين.






المصدر اليوم السابع

0 التعليقات:

إرسال تعليق